الابن الضال يعود للبرشا
خسر برشلونة العديد من اللاعبين البارزين في السنوات القليلة الماضية مثل رونالدو نازاريو ولويس فيجو ونيمار وقائمة طويلة من الخسائر التي خلدها التاريخ الحديث لكرة القدم الأوروبية.
برشلونة ظل كما هو بهم وبدونهم، فلم تتوقف عجلة الانتصارات والتتويجات إلا لفترة قليلة بعد رحيل نجمهم الأعظم ليونيل ميسي، لكن سرعان ماعدت الأمجاد على يد هانز فليك.
المدرب الألماني نجح في موسمه الأول مع برشلونة في التتويج بالثلاثية المحلية: الدوري والكأس والسوبر الإسباني، والانتصار على غريمه التقليدي، ريال مدريد، في المواجهات الأربع التي خاضها ضدهم باكتساح.
ليس ذلك فحسب، فقد نجح فليك في تكوين فريق مرعب مكون من مجموعة من شباب أكاديمية لا ماسيا مثل لامين يامال وكوبارسي وكاسادو وبالدي، مدعومًا بمجموعة من اللاعبين الكبار وذوي الخبرة مثل ليفاندوفسكي.
اليوم، يعيد هانز فليك الإبن الضال إلى بيته بعد 12 عامًا من الغياب.
الحديث عن تياجو ألكانتارا هو بمثابة واحدة من أكثر الخسائر إيلامًا التي مُني بها برشلونة في السنوات الأخيرة، فلا يزال الكثيرون يتذكرون لحظة وداعه في صيف عام ٢٠١٣، ليعود إلى بيب جوارديولا..
وقد فعل ذلك بفضل بند فسخ عقده السخيف، البالغ ٢٥ مليون يورو، والذي دفعه بايرن ميونيخ دون أي مشكلة، متعاقدًا مع أحد أبرز المواهب الواعدة التي تخرجت من أكاديمية لا ماسيا.
كان مقدرًا له أن يكون الخليفة الطبيعي لتشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا، لكن الدقائق القليلة التي قضاها مع تيتو فيلانوفا جعلته يرغب في الرحيل، ولم يتردد في قبول دعوة جوارديولا للانتقال إلى أليانز أرينا.
استمر تياجو في الدوري الألماني سبع سنوات، محققًا جميع الألقاب الممكنة، ليبدأ لاحقًا مغامرة مع ليفربول، حيث بقي لأربعة مواسم أخرى.
وبعد مسيرة طويلة، قرر اللاعب الإسباني البرازيلي قبل عام اعتزال اللعب نهائيًا. فالإصابات المتكررة التي رافقته في آخر موسمين له مع ليفربول دفعته إلى اتخاذ قرار الاعتزال، رغم تلقيه عروضًا للعودة إلى الدوري الإسباني من فرق مثل ريال بيتيس وريال سوسيداد وجيرونا، مما أتاح له فرصة مواصلة المنافسة في دوري أبطال أوروبا.
كان تياجو من أوائل الصفقات التي أبرمها برشلونة، حيث انضم إلى الجهاز الفني لهانز فليك، المدرب الذي أظهر أفضل ما لديه عندما عملا معًا في الفريق البافاري، لكن فترة عمله كانت قصيرة، فبعد شهرين ترك منصبه، ومع ذلك، عاد أخيرًا، وحصل على مكان في الجهاز الفني لهذا الموسم.
اتفق خوان لابورتا وديكو بالفعل على عقد العمل الذي سيحصل عليه ابن مازينيو، والذي سيعود نهائيًا إلى منزله بعد 12 عامًا من مغادرته للمرة الأولى.
سيكون تياجو أحد المساعدين الرئيسيين لفليك، ومن بين مسؤولياته الأخرى، سيتعين عليه مراقبة تطورات سوق الانتقالات في برشلونة عن كثب، إنها بلا شك صفقة فاخرة.
لأنه بالإضافة إلى ذلك، فإنه سيجلب الخبرة إلى غرفة ملابس الشباب للغاية، حيث سيجتمع مع زملائه السابقين مثل روبرت ليفاندوفسكي.
