عاجل آخر الأخبار
مباشر
wb_sunny

خبر عاجل

لنعطي نفاياتنا فرصة أخرى .

لنعطي نفاياتنا فرصة أخرى .



🧞ملف العدد 
🔸 لنعطي نفاياتنا فرصة أخرى ...

🔰النفايات مخزون من المواد الثانوية كمورد اقتصادي .
🔰يبقى البلاستك اكثر انواع النفايات إثارة للقلق .
🔰 الزجاج يعد من المواد الفريدة القابل للاعادة وبنفس الجودة .
🔰 للنفايات أهمية خاصة يمكن أن تتحول من عبء بيئي إلى مورد اقتصادي البلد . 
🔰 إعادة تدوير طن من الورق يساهم في إنقاذ 17 شجرة من القطع . 


✍️ اعداد / الدكتور الاستشاري محمد خضر الجبوري / خبير البيئة والمناخ ..
عامر عبدالعزيز 

تُعد إدارة النفايات من أبرز التحديات البيئية التي تواجه العالم عامة والعراق خاصة، حيث تتزايد الكميات المطروحة يومياً بفعل النمو السكاني والتحضر والتغير في أنماط الاستهلاك وفي ظل هذا الواقع، يصبح من الضروري تبني استراتيجيات عملية تعيد النظر في كيفية التعامل مع النفايات، إذ لم يعد التخلص منها بالحرق أو الطمر الصحي حلاً كافياً، بل باتت إعادة التدوير خياراً استراتيجياً ينسجم مع مفاهيم التنمية المستدامة والاقتصاد الدائري ومن هنا يبرز شعار (لنعطي نفاياتنا فرصة أخرى) باعتباره رؤية بيئية واقتصادية في آن واحد.
إن النفايات ليست مجرد مواد عديمة القيمة، بل هي مخزون من الموارد الثانوية القابلة لإعادة الاستخدام ومن بين هذه الموارد يبرز الزجاج، والعلب المعدنية، والورق والكارتون، والبلاستك، كأصناف ذات أهمية خاصة يمكن أن تتحول من عبء بيئي إلى مورد اقتصادي.

و يمكن إبراز أهمية إعادة التدوير  في عدد من النقاط والتي يأتي في مقدمتها 
🔹تقليل التلوث : إعادة التدوير تساعد في تقليل التلوث البيئي من خلال تقليل كمية النفايات التي يتم التخلص منها في المكبات الصحية.
🔹توفير الطاقة :  إعادة التدوير تساعد في توفير الطاقة من خلال تقليل الحاجة إلى إنتاج مواد جديدة من المواد الخام.
🔹خلق فرص عمل : إعادة التدوير تساعد في خلق فرص عمل جديدة في قطاع إعادة التدوير . 
فالزجاج على سبيل المثال يُعد من المواد الفريدة القابلة لإعادة التدوير بنسبة مئة بالمئة تقريباً دون أن يفقد خصائصه الفيزيائية أو الكيميائية فعند جمع الزجاج المستعمل وفرزه بدقة يمكن إدخاله في الأفران الصناعية لإنتاج زجاج جديد بجودة مماثلة والأهمية البيئية لهذه العملية تتجلى في كونها تقلل من استنزاف المواد الأولية مثل الرمل والحجر الجيري، فضلاً عن تقليل الانبعاثات الغازية الناتجة عن عمليات الصهر الأولي ومن الناحية الاقتصادية فإن الطاقة المستهلكة في صهر الزجاج المستعمل تقل كثيراً عن تلك اللازمة لإنتاجه من خاماته الطبيعية، وهو ما يجعل تدويره ذا جدوى عالية.
أما العلب المعدنية، ورغم أنها قد تبدو قليلة في حجمها مقارنةً بأنواع أخرى من النفايات، فإن قيمتها تكمن في مكوناتها المعدنية إذ تحتوي في الغالب على الحديد أو الألمنيوم، وهما معدنان ذو قيمة عالية في الصناعات التحويلية فعند إعادة صهر المعادن المستخرجة من هذه العلب وإدخالها في الصناعات يمكن تحقيق وفورات كبيرة في استهلاك الطاقة تصل في حالة الألمنيوم إلى نحو 95% مقارنة بإنتاجه من خاماته البوكسيتية هذا إلى جانب تقليل الاعتماد على التعدين الذي يُعد من أكثر الأنشطة البشرية تأثيراً على النظم البيئية بسبب ما يسببه من تلوث للتربة والمياه.
أما الورق والكارتون فهما يمثلان إحدى الفئات الكبرى من النفايات اليومية، خصوصاً في المؤسسات التعليمية والإدارية فان إعادة تدوير الورق لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تحمل بُعداً بيئياً مهماً يتمثل في الحفاظ على الغابات، باعتبارها الرئة التي تنظم التوازن المُناخي وتخزن الكربون وتشير الدراسات إلى أن إعادة تدوير طن واحد من الورق يساهم في إنقاذ نحو 17 شجرة من القطع، ويوفر آلاف اللترات من المياه، كما يقلل بشكل ملموس من حجم النفايات المكدسة في المكبات فضلاً عن ذلك، فإن الورق المعاد تدويره يمكن أن يدخل في صناعة منتجات جديدة مثل القرطاسية ومواد التغليف والألواح الورقية المضغوطة، مما يفتح آفاقاً اقتصادية واعدة.
ويبقى البلاستك أكثر أنواع النفايات إثارة للقلق، ليس فقط بسبب حجمه الكبير في المكبات بل أيضاً لطبيعته الكيميائية التي تجعله بطيء التحلل وقد يستمر مئات السنين دون أن يتفكك وإن خطورة البلاستك تتجاوز حدود التربة إلى الأنظمة المائية حيث يشكل تهديداً مباشراً للحياة المائية والطيور التي تبتلعه عن طريق الخطأ وإعادة تدويره تمثل وسيلة لتقليل هذه المخاطر البيئية، وفي الوقت نفسه فرصة لإنتاج مواد جديدة تدخل في صناعات متعددة مثل الأنابيب وأثاث الحدائق وأكياس التسوق المتينة والألياف الصناعية التي تستخدم في صناعة الملابس ومن المهم الإشارة إلى أن تدوير البلاستك يحتاج إلى تكنولوجيا متخصصة لفرزه حسب الأنواع، وهو ما يشكل تحدياً ولكنه أيضاً يمثل فرصة للاستثمار الصناعي في العراق.
إن اعتماد سياسة متكاملة لإدارة النفايات في العراق تقوم على مبدأ (إعطاء النفايات فرصة أخرى) يتطلب تعزيز البنية التحتية لعمليات الجمع والفرز، إلى جانب تحفيز القطاع الخاص للاستثمار في مشاريع إعادة التدوير، كما أن نشر الوعي البيئي بين المواطنين حول أهمية فرز النفايات من المصدر يمثل الخطوة الأولى التي تسهل كل المراحل اللاحقة فنجاح أي سياسة بيئية يعتمد في جوهره على تفاعل المجتمع معها.
وفي الختام يمكن القول إن التعامل مع النفايات لم يعد شأناً خدمياً بحتاً، بل أصبح جزءاً من المنظومة الاقتصادية والبيئية التي تسعى لتحقيق الاستدامة فإعادة تدوير الزجاج والألعاب المعدنية والورق والبلاستك ليس مجرد عملية تقنية، بل هو خيار استراتيجي يربط بين حماية البيئة وتحقيق المكاسب الاقتصادية.
وإذا ما تبنت المؤسسات الحكومية والخاصة، ومعها المجتمع المدني، هذا التوجه بجدية، فإن العراق قادر على تحويل التحديات البيئية إلى فرص حقيقية تدعم مسيرة التنمية المستدامة وتبني مستقبلاً أكثر نظافة واستقراراً .

🔸و في الختام
بعد أن كانت النفايات مشكلة بيئية واقتصادية كبيرة تتطلب اهتمامًا عاجلا  و يعمل الجميع  من اجل لمساهمة في تقليل النفايات  ، من خلال  منح الفرصة لتلك النفايات باعادة التدوير حققنا الكثير في ذلك يأتي في مقدمتها 
- تقليل الاستهلاك : شراء المنتجات الضرورية فقط وتجنب المنتجات ذات التغليف الزائد.
- إعادة الاستخدام : استخدام المنتجات أكثر من مرة بدلاً من التخلص منها.
- إعادة التدوير :  تحويل النفايات إلى منتجات جديدة.
- التخلص الآمن من النفايات : التخلص من النفايات بطريقة آمنة وصحية.

أصبح و من خلال العمل الجماعي والالتزام بسياسات بيئية فعالة، تمكنا من خلالها تقليل تأثير النفايات على البيئة والصحة العامة، وخلق مجتمعات أكثر استدامة ونظافة  وأكثر حضارة و شعورا بالمسؤولية

Tags

المتابعة عبر البريد

اشترك في القائمة البريدية الخاصة بنا للتوصل بكل الاخبار الحصرية