أهمية الإرشاد الزراعي في التنميه الزراعيه واهم العقبات والمشاكل التي تواجه الإرشاد الزراعي في العراق خصوصاً في الظروف الراهنة التي يمر بها البلد
يُعد الإرشاد الزراعي ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة، خاصة في الدول النامية مثل العراق. فهو الجسر الذي يربط بين البحث العلمي والتطبيق العملي في حقول المزارعين، ويساهم بشكل مباشر في تحسين الإنتاجية الزراعية، ورفع مستوى معيشة المزارعين، وتعزيز الأمن الغذائي.
أهمية الإرشاد الزراعي في التنمية الزراعية:
اولا:-نقل المعرفة والتقنيات الحديثة:
يعمل الإرشاد الزراعي على تزويد المزارعين بأحدث المعلومات والتقنيات الزراعية المتعلقة بالبذور المحسنة، أساليب الري الحديثة، المكافحة المتكاملة للآفات، التسميد الأمثل، وغيرها. وهذا يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المحاصيل.
ثانيا:-تحسين الكفاءة في استخدام الموارد:
من خلال الإرشاد، يتعلم المزارعون كيفية استغلال الموارد المتاحة لديهم (مثل الأرض والمياه والعمالة) بأقصى كفاءة ممكنة، مما يقلل من الهدر ويزيد من الربحية.
ثالثا:-تبني الممارسات الزراعية المستدامة:
يشجع الإرشاد الزراعي على تبني ممارسات صديقة للبيئة مثل الزراعة العضوية، الدورة الزراعية، وحفظ التربة، مما يساهم في حماية البيئة والموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
رابعا:-تعزيز القدرة التسويقية للمزارعين:
يقدم الإرشاد الزراعي المساعدة للمزارعين في فهم احتياجات السوق، تحسين جودة منتجاتهم لتلبية هذه الاحتياجات، وحتى ربطهم بالأسواق المناسبة، مما يزيد من فرصهم في تحقيق دخل أفضل.
خامسا:-تنمية المهارات والقدرات:
لا يقتصر دور الإرشاد على نقل المعلومات، بل يتعداه إلى تنمية مهارات المزارعين وقدراتهم في اتخاذ القرارات، حل المشكلات، وإدارة مزارعهم بشكل فعال.
سادسا:-التخفيف من آثار التغيرات المناخية:
يلعب الإرشاد دورًا حيويًا في توعية المزارعين بالتحديات التي تفرضها التغيرات المناخية وتقديم حلول وممارسات للتكيف معها، مثل زراعة أصناف مقاومة للجفاف أو الحرارة.
سابعا:-المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي:
من خلال زيادة الإنتاجية وتحسين كفاءة سلاسل القيمة الزراعية، يساهم الإرشاد الزراعي بشكل مباشر في توفير الغذاء بكميات كافية وبأسعار معقولة للسكان.
-العقبات والمشاكل التي تواجه الإرشاد الزراعي في العراق في الظروف الراهنة:
يواجه الإرشاد الزراعي في العراق تحديات جسيمة تعيق دوره الحيوي، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها البلد:
اولا-ضعف البنية التحتية والموارد المحدودة:
١-نقص الكوادر البشرية المدربة:
تعاني دوائر الإرشاد الزراعي من نقص كبير في المهندسين الزراعيين والمرشدين المؤهلين والمدربين على أحدث التقنيات.
٢-قلة التمويل:
تعاني ميزانية الإرشاد الزراعي من ضعف التمويل، مما يؤثر على توفير المعدات، وسائل النقل، والمواد الإرشادية اللازمة.
٣-تدهور البنية التحتية:
تفتقر العديد من المراكز الإرشادية إلى المباني اللائقة، المختبرات المجهزة، والمرافق الأساسية.
ثانيا:-التحديات الأمنية والسياسية:
١-عدم الاستقرار الأمني:
في بعض المناطق، يؤثر عدم الاستقرار الأمني والصراعات على قدرة المرشدين على الوصول إلى المزارعين بشكل منتظم وآمن.
٢-التدخلات السياسية والإدارية:
قد تؤثر التغيرات المتكررة في الإدارة العليا للقطاع الزراعي على استمرارية الخطط والبرامج الإرشادية.
ثالثا:-مشاكل البحث العلمي والربط به:
١-ضعف البحث العلمي الزراعي:
تعاني المؤسسات البحثية الزراعية في العراق من ضعف في التمويل والموارد، مما يؤثر على إنتاج المعرفة والتقنيات الجديدة القابلة للتطبيق.
٢-ضعف التواصل بين البحث والإرشاد: هناك فجوة بين مراكز البحث العلمي والإرشاد الزراعي، مما يعيق نقل النتائج البحثية إلى المزارعين بكفاءة.
رابعا:-التحديات البيئية والمناخية:
١-شح المياه وتدهور الأراضي:
يواجه العراق أزمة مياه حادة وتدهورًا في الأراضي الزراعية (التملح والتصحر)، مما يتطلب برامج إرشادية متخصصة للتكيف مع هذه الظروف.
٢-التغيرات المناخية:
تفرض التغيرات المناخية تحديات جديدة تتطلب من الإرشاد تطوير استراتيجيات لمساعدة المزارعين على التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار.
خامسا:-التحديات الاجتماعية والاقتصادية للمزارعين:
١-قلة الوعي بأهمية الإرشاد:
بعض المزارعين، خاصة في المناطق النائية، قد لا يدركون الأهمية الحقيقية للإرشاد الزراعي أو يفضلون الطرق التقليدية.
٢-صغر الحيازات الزراعية: انتشار الحيازات الصغيرة والمتفتتة يجعل من الصعب على الإرشاد الوصول إلى عدد كبير من المزارعين بفعالية.
٣-الصعوبات الاقتصادية: يواجه المزارعون صعوبات اقتصادية (مثل قلة رأس المال، صعوبة الحصول على القروض) التي تحد من قدرتهم على تبني التقنيات الحديثة التي يروج لها الإرشاد.
٤-الهجرة من الريف إلى المدن:
تؤثر الهجرة من المناطق الريفية على توفر الأيدي العاملة الزراعية وتحد من قاعدة المزارعين الذين يمكن للإرشاد خدمتهم.
٥-ضعف استخدام التكنولوجيا الحديثة:
قلة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: لا يزال استخدام التكنولوجيا الحديثة (مثل التطبيقات الذكية، وسائل التواصل الاجتماعي) في الإرشاد الزراعي محدودًا، مما يقلل من سرعة وكفاءة نشر المعلومات.
٦-نقص التدريب على التكنولوجيا:
يفتقر العديد من المرشدين والمزارعين إلى التدريب اللازم لاستخدام هذه التقنيات.
للتغلب على هذه العقبات، يتطلب الأمر رؤية استراتيجية واضحة، وزيادة في الاستثمار في قطاع الإرشاد الزراعي، وتكثيف التعاون بين الجهات الحكومية والبحثية والمنظمات الدولية والمجتمع المحلي، بهدف بناء نظام إرشادي زراعي قوي وفعال قادر على دفع عجلة التنمية الزراعية في العراق.