القطاع السياحي في العراق يشهد نمواً غير مسبوق: أكثر من ٨٧٠ فندقاً والنزلاء بالألف
يشهد القطاع السياحي في العراق نمواً متسارعاً خلال عام 2025، مدفوعاً بتحسّن الأوضاع الأمنية وزيادة حركة الزائرين، ما أسهم في انتعاش بيئة الاستثمار السياحي وارتفاع عدد الفنادق إلى مستويات غير مسبوقة.
وكشف مدير عام دائرة التفتيش والمتابعة في هيئة السياحة، المهندس مؤيد هيثم رسن، أن عدد الفنادق السياحية العاملة في البلاد بلغ حتى نهاية حزيران 2025 نحو 871 فندقاً، في مؤشر واضح على تنامي ثقة المستثمرين بالقطاع السياحي، وتحول العديد من المدن العراقية إلى وجهات جاذبة للزوار.
فنادق المحافظات الدينية تتصدر
وبيّن رسن أن نحو 71% من الفنادق تتركز في المحافظات ذات الطابع الديني، وعلى رأسها كربلاء المقدسة التي تضم وحدها 547 فندقاً، تليها النجف الأشرف بـ286 فندقاً، في حين توزعت النسبة المتبقية على العاصمة بغداد وعدد من المحافظات الأخرى.
وفيما يلي توزيع عدد الفنادق حسب المحافظات حتى 30 حزيران 2025:
• كربلاء المقدسة: 547 فندقاً
• النجف الأشرف: 286 فندقاً
• بغداد: 168 فندقاً
• البصرة: 38 فندقاً
• نينوى (الموصل): 18 فندقاً
• بابل: 6 فنادق
• ذي قار: 4 فنادق
• ميسان: 3 فنادق
• المثنى، ديالى، الديوانية، واسط: فندقان لكل منها
• الأنبار: 4 فنادق
• صلاح الدين، كركوك: 3 فنادق لكل منهما
نسب التشغيل والكوادر
وأشار رسن إلى أن نسبة التشغيل العام للفنادق تجاوزت 63% خلال النصف الأول من العام، مشيراً إلى أن القطاع السياحي يوفر حالياً أكثر من 47 ألف فرصة عمل بين وظائف مباشرة وغير مباشرة، ما يجعله أحد أبرز القطاعات المولدة لفرص العمل في العراق.
تحديات في محافظات الإرث الحضاري
ورغم هذا النمو، أشار إلى أن بعض المحافظات ذات الإرث التاريخي الكبير، مثل بابل وذي قار، لا تزال تعاني من ضعف في البنية التحتية الفندقية وغياب المشاريع الاستثمارية الفاعلة، داعياً إلى خطة وطنية تهدف للنهوض بالسياحة الثقافية والبيئية، لاسيما في مناطق جنوب العراق التي تضم مواقع أثرية عالمية ومواقع طبيعية فريدة كالأهوار.
أكثر من ٣٤٠ مشروعاً قيد الإنشاء
وأكد أن الهيئة، بالتعاون مع وزارة الثقافة والجهات المعنية، تقوم بتحديث شهري لقاعدة بيانات الفنادق، وتواصل تقديم التسهيلات الإدارية للمستثمرين، مشيراً إلى أن عدد المشاريع الفندقية الجديدة التي حصلت على إجازات تأسيس أو قيد الإنشاء تجاوز.٢٠٪ مشروعاً، معظمها في النجف، كربلاء، أربيل، ومناطق الأهوار.
القطاع السياحي بديل واعد للنفط
وختم رسن حديثه بالتأكيد على أن “القطاع السياحي بات اليوم رافداً اقتصادياً واعداً وبديلاً حقيقياً للقطاع النفطي، لما يتمتع به من قدرة على خلق فرص العمل وتنشيط السوق المحلي”، مشدداً على أن هيئة السياحة تسعى إلى تكامل الجهود بين القطاعين العام والخاص لضمان استمرار هذا الزخم الإيجابي في التنمية